السبت، 16 أكتوبر 2010


بئـــــــر حليمـــــــة

صوت النواح ليلا هو ما يميز هذه القرية॥ النواح الذي يمزق نواط القلوب في الليالي المقمرة॥

النواح الذي يجعلك تتساءل أى عذاب تعانيه هذه المرأة॥ وكأن عذاب الدنيا كله ينام ويصحو بين جنبيها॥

يسمونه بئر حليمة॥

لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه في الليالي المقمرة॥ يقولون أنها تجلس هناك وتفرد شعرها الذي ينساب علىالأرض حولها॥

ثم تبدأ في النواح الذي يجتذب كل من يمر أمامها فتجلسه على شعرها ثم...

ثم لا أحد يعلم॥ تتوقف الحكاية عند هذا الحد॥ لكنه لا يعود أبدًا॥

هكذا تقول الأسطورة وهكذا تحكيها الجدات أمام النار ليلى فتتسع أعين الأطفال في فزع॥

اسمها حليمة॥ يقولون كانت جميلة॥ شعرها سلاسل من ذهب وفي عينيها تسكن أمواج البحر।

اسمها حليمة॥ يقولون صوتها يغلق القلوب ويأسر الرجال الأشداء।

تقول السطورة॥ أنها كانت تنتظر حبيبها كل يوم عند البئر في الليالي المقمرة॥ لكنه لم يعد يومًا॥ فلابد أن يأتي يوم لا يعد فيه الحارب॥

فجلست تبكي حبيبها تحت ضوء القمر حتى إمتلأ المكان بدموعها॥

تقول الأسطورة॥ أنها تنتظر من يمر أمامها في الليالي المقمرة تسأله عن حبيبها الغائب ولأنه لا يعرف الإجابة فإنه لا يعود أبدًا॥

تقول الأسطورة॥ أنها تكون جيشًا من الرجال للبحث عن حبيبها الغائب وعندما يكتمل الجيش ساعتها فقط سيتوقف صوت النواح॥

تقول الأسطورة॥ إنها اقتربت فالرجال مولعون بالبئر ولا أحد يعرف لماذا॥

تقول الأسطورة॥ أنه ذهب ذات ليلة مقمرة إلى البئر يدفعه الفضول والنحيب॥

تقول الأسطورة॥ أنه ذهب وجلس على شعرها الذهبي ومد يده ليمسح دمعاتها وهى تسأله॥ ألم تر رجلي؟؟

تقول الأسطورة॥ أنه أجابها ولسبب ما أقنعتها الإجابة وأنها ذرفت آخر دمعاتها بين كفيه॥

تقول الأسطورة॥ أنهم وجدوه ملقى أرضًا بجوار البئر والشمس تعكس في كفيه شموسًا صغيرة॥

تقول الأسطورة॥ أنه عاد بدمعاتها اللؤلؤية॥ وأنها من يومها لم تنح ومن يومها لم يعد يحكي॥ فقط يمسك بحبات الؤلؤ ويرفعها أمام أعينهم الذاهلة॥

تقول الأسطورة॥ أنه عشقها॥ هام بها وأنها سلبته قلبه وعقله॥

تقول الأسطورة॥ أنهم لم يدروا أبدًا من أين جاء بهذا الصبي॥ فقط وجدوه يومًا معه بيت ويعيش وينام وكأنهما روح واحدة॥

شاخ وهرم ॥ وفي ليلة مقمرة ترك داره وذهب إلى البئر॥

لكن أين اللؤلؤات الصغيرة॥

وبقى الصبي الذي صار رجلاً يحرس البئر..









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوس قزح وبلور.. وأشياء أخرى

يفتنني دائمًا قوس قزح.. ألوانه، استدارته في وجه الشمس وانتشاره بين ندف الثلج الأبيض..
أعلم أن أقواس قزح هى أميرة السماء.. أجمع اللون الأصفر.. اللون الأحمر.. اللون الأخضر و الأزرق في زجاجة من البلور الصافي.. وأحتفظ بباقي الألوان لجولة قادمة أمتطي فيها قوس قزح..